الاثنين، 9 يناير 2012

@ ندوة الجغرافيا إلى أين ..؟


@ ندوة الجغرافيا إلى أين ..؟

عرض الدكتور/ عبد العظيم أحمد عبد العظيم·
دأبت الجمعية الجغرافية المصرية على عقد الجمعية العمومية سنويا بحضور أعضائها على مستوى الجمهورية، وقد استحدثت هذا العام تقليدا جديدا، حيث تحول اللقاء إلى منتدى علمى حاضر فيه أساطين الجغرافيا فى مصر؛ وجمعهم عنوان تلك الندوة (الجغرافيا إلى أين..؟ وذلك فى رحاب الجمعية الجغرافية يوم 29/ 3/ 2005
أسهم أد / فتحى محمد مصيلحى – أستاذ ورئيس قسم الجغرافيا بجامعة المنوفية بورقة عنوانها (التقويم العلمى للوائح أقسام الجغرافيا بالجامعات المصرية) إذ أشار فيها إلى أن عملية تقويم لوائح الجغرافيا بالتعليم الجامعى تتضمن جانبيين رئيسيين : أولهما يتمثل فى التقويم المقارن للأوضاع الراهنة لمجمل لوائح أقسام الجغرافيا بالجامعات المصرية ، وثانيهما يتعلق بالتقويم العلمى فى ضوء تطور الجغرافيا فى التعليم الجامعى بالعالم .،
وشارك أ.د. عبد القادر عبد العزيز على بورقة عن (الاتجاهات الحديثة فى الجغرافيا المناخية) تناول فيها: المناخ والكوارث الطبيعية، والمناخ والسياحة ، والمناخ والصناعة ، والمناخ والنقل الجوى ، والمناخ والنقل البرى ، والمناخ والنقل البحرى ، والمناخ والحروب ، والمناخ والأمراض ، والمناخ وصحة الإنسان، وغيرها من المحاور.. أما أ.د. يوسف عبد المجيد فايد فكانت ورقته بعنوان (الدراسات المناخية إلى أين ؟) ، وقد أوضح فيها أن الدراسات المناخية حالياً تهتم بما يلي : المناخ التفصيلي لمساحات صغيرة مع التعمق الرأسي فى الدراسة ، وربط الأحوال المناخية بما يحدث فى الطبقات العليا من الغلاف الغازى ، والمناخ التطبيقى أى أثر المناخ على الظاهرات الأخرى وخاصة ما يتعلق بنشاط الإنسان فى جميع جوانبه : زراعة – صناعة – نقل عمران ..... إلخ، ثم أثر الإنسان على المناخ مثل زيادة التلوث – زيادة حرارة الغلاف الغازى – الجفاف وما يتبعه من ظاهرات مثل التصحر وخلافه .
وأسهمت أ.د.آمال إسماعيل شاور بورقة عنوانها: (مناهج الجغرافيا فى التعليم العام .. دراسة تقويمية وإسقاط مستقبلى)، تناولت فيها: أهمية دراسة الجغرافيا لتلاميذ المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ووضع الجغرافيا ضمن مقررات التعليم الثانوى بصفة خاصة، والجغرافيا كمادة اختيارية أو إجبارية ،وعدم تحديث وجهة النظر الحالية والبعد عن الجغرافيا الحديثة، ثم أوصت بمخاطبة وزارة التربية والتعليم بأهمية هذا العلم وما يرتبط به من انتماء للوطن واكتساب المواطنين النظرة العالمية . ثم شارك أ.د. أحمد على إسماعيل بورقة عمل حول : (تطوير البحث العلمى الجغرافي) وذلك فى مجال المناهج ، وفى مجال أسواق العمل ، وفى مجال إعداد الباحثين ، وفى مجال التنسيق بين أقسام الجغرافيا.
كما أسهم أ.د. يوسف عبد المجيد فايد ببحث (تأهيل خريجي أقسام الجغرافيا لخدمة المجتمع) إذ أشار إلى أنه يجب أن يراعى فى مناهج الجغرافيا الجامعية الجانب التطبيقى وذلك حتى يجهز الطالب ويتمرس على النواحي النفعية للجغرافيا التى يتطلبها المجتمع فى الوقت الحاضر ، كذلك لابد من تدريس بعض المقررات المعاونة لطالب الجغرافيا ، كما أنه لابد من الاهتمام في أقسام الجغرافيا بتدريس الطرق والوسائل الحديثة وعلى رأسها الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، والاهتمام بالدراسة في الحقل أو في الميدان أي الجغرافية الحقلية أو الميدانية، كما أنه من الواجب أن يوجه عدد محترم من مقررات الجغرافيا في جامعات الدول العربية إلى توضيح وترسيخ الوحدة العربية .
أما الأستاذ الدكتور / عبد العزيز عبد اللطيف يوسف فقد أسهم بنبذة مختصرة عن مسيرة الجغرافية المناخية بعنوان (الجغرافية المناخية خلال العقدين الأخيرين) ، ومما ذكره : زادت الهوة بين الباحث ومصادر البيانات المناخية واستسهل البحث فى الجغرافية المناخية الجانب التطبيقى منها سعياً وراء الدرجة العلمية أو الترقية فحسب ، وتراجعت البحوث التخصصية الدقيقة فى نقاط بعينها أو القضايا المناخية التى تشغل العالم فى الوقت الراهن كقضية التغيرات المناخية والاتجاه صوب الاحترار العالمى Global Warming أو الاعتدال المناخي أو الاتجاه صوب البرودة Global Cooling واقتصرت الدراسات المناخية تحديثاً على بضعة صفحات تمثل العناصر المناخية والعوامل المؤثرة فيها كفصل أول من الدراسة التى غالباً ما تعنون بالمناخ وأثره فى ..... أو أثر المناخ فى ....... مما يخشى معه زيادة فى التسطيح والابتعاد عن المشكلات المناخية المعاصرة كالتغيرات المناخية ودور الإنسان فى ذلك والأبعاد المناخية والجغرافية المرتبطة به سبباً ونتيجة حالياً ومستقبلاً وكذلك مناخ المدينة كبؤرة أو إقليم مناخى متميز يؤثر فى الغلاف الجوى ويتأثر به والذى يعد من المساهمين الرئيسين فى التغيرات المناخية، والدعوة فى الختام ألا تضيع الشخصية المناخية للإقليم على حساب الموضوع النشاطى الإنسانى ، وضرورة التشبث بالأدوات والمكتسبات الحديثة كالحاسب الآلى بعنصرية Software and hardware حيث تغلب الأرقام وتتزايد ضخامتها كمادة علمية فى الدراسات المناخية وكذلك دعم الخلفية الإحصائية المتقدمة فى هذا المجال .
وشارك أ.د. محمد مدحت جابر ببحث (الجغرافيا الطبية – جغرافية الجريمة – جغرافية السياحة)، وحين حديثه عن الجغرافيا الطبية أشار إلى ضرورة التحول لدراسة مناطق الالتقاء interface بين البيئة المادية والبيئة الثقافية، وتعريف الجغرافيين بالمبادئ البيولوجية المهمة اللازمة عند دراسة الجغرافيا الطبية ، وتعريف المختصين فى الجوانب الطبية بالأبعاد المكانية ( الجغرافية ) اللازمة فى دراساتهم، وإخضاع الأمراض المستجدة ( الإيدز – جنون البقر – السارس – حمى الطيور ) للتحليل الجغرافي . وحين الحديث عن جغرافية الجريمة أشار إلى أنها تدرس الآن إخضاع الأمراض المستجدة ( الإيدز – جنون البقر – السارس – حمى الطيور ) للتحليل الجغرافين والجرائم ضد النفس، وجرائم ضد الملكية والاستعراض المكاني للظاهرة الإجرامية، وتحليل مسرح الجريمة ( المكان ) وزيادة الاهتمام بالجريمة المنظمة ، والجرائم ضد الإنسانية ، ودراسة جغرافية العدالة . كما أشار إلى أن جغرافية السياحة والترويج تدرس فى ظل أربعة محاور : الاتجاهات Trends ( صعودا وهبوطا من الناحية الإحصائية ) ثم النماذج Models ( فى ظل نموذج الجاذبية – نموذج انسياب السفر – نموذج المنشأ والمقصد )، ثم الموارد Resources ( ينظر للمقصد السياحي على أساس أنه مثل المادة الخام ينجح استغلاله من خلال الإدارة )، ثم التأثير والعواقب impact ( اقتصادية – ديموجرافية ، سياسية ، بيئية ، ثقافية ، إيجابية ، سلبية ) .
أما أ.د./ فتحى محمد أبو عيانه فأسهم  بورقة عمل حول (الأبعاد التطبيقية والنفعية للدراسات الجغرافية)، ومما ذكره: "لكي تحقق الجغرافيا قيمتها النفعية فلابد لها أن تحقق إضافية واضحة معترف بها بصورة واسعة للمشكلات الملحة التى تواجهها البشرية بعامة والعالم النامي على وجه الخصوص فى مستهل القرن إلحادي والعشرين ، فلابد لها أن تساعد فى إيجاد الحلول لمشكلات الفقر والجوع والظلم والعنف والحروب ، فإذا فشلت فى أن يكون لها إسهام واضح فى إيجاد حلول لتلك المشكلات فإنها لن تستطيع أن تصمد أمام تيارات التغير ، وتعود إلى سابق عهدها كعلم وصفى يحقق المعرفة النظرية المجردة للأماكن والشعوب .وصفوة القول أن لدى الجغرافيين ميراثاً طويلاً وجليلاً من الدراسات والبحوث التى يمكن أن تفيد المجتمع وتسهم فى تنمية إنسانية متواصلة" .
وجاءت مشاركة أ.د. محمد محمود الديب ببحث (الجغرافيا الاقتصادية فى ضوء المتغيرات العالمية الحديثة) حيث أشار إلى أنها الآن تدرس عشرة عناصر هى:
1- تغير نظام الإنتاج .
2- إعادة تقسيم العمل على المستويين : القومي والدولي .
3- الثورات الأربع : العلمية ، والتقنية ، وثورة المعلومات ، وثورة المواصلات ومقولة نهاية الجغرافيا .
4- المؤسسات العالمية الضابطة لاقتصاد العالم وهى : الجات ، وحرية التجارة ، ومنظمة التجارة العالمية ، والبنك الدولي ، وصندوق النقد الدولي .
5- الليبرالية الاقتصادية الجديدة وفكرة السوق العالمي .
6- العولمة الاقتصادية .
7- انهيار الكتلة الاشتراكية وتراجع دور النظرية الاشتراكية.
8- تزايد عدد التكتلات الاقتصادية الإقليمية فى العالم .
9- التصنيع السريع لدول نمور شرق آسيا والبرازيل والمكسيك .
10- تنامى دور الشركات المتعددة الجنسيات .
وشارك أ.د. محمد خميس الزوكة ببحث عنوانه (الجغرافيا ومواكبة التغيرات الاقتصادية العالمية) حيث أشار إلى أنه يمكن حصر أهم محاور التغيرات الاقتصادية العالمية فى التغيرات التى تعترى مراكز ثقل الإنتاج الاقتصادي وأسواق التصريف ، وظهور العديد من التكتلات الاقتصادية التى ترتكز على مجموعة من الأساسيات يتصدرها تشابك المصالح والمجاورة المكانية . حيث تتعدد التكتلات الاقتصادية متباينة الهياكل ( التجارة التفضلية ، مناطق التجارة الحرة ، الاتحاد الجمركى ، السوق المشتركة ، الاتحاد الاقتصادي ) .
وجاء بحث أ.د. محمد رياض بعنوان (المعالجة الجغرافية للأحداث الجارية) حيث ختم بحثه بالدعوة إلى مزيد من الاهتمام بالقضايا المعاصرة فى الدراسة الجامعية والعليا من أجل إحياء العلوم بالمشاركة بتزويد الطلاب والباحثين بمنهج تطبيقي فى الجغرافيا السياسية والاقتصادية والاجتماعية يجعلهم منتمين إلى حركة الأحداث وفاعليتها على الوطن والإقليم . أما أ.د. محمد على بهجت الفاضلى فجاءت ورقته بعنوان (الجغرافيا والتخطيط الإقليمي والحضري) حيث أشار إلى العديد من التجارب العربية فى هذا المجال ففى مصر : معهد التخطيط القومى – الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، وفى السودان : الأراضى والتخطيط الإقليمي، وفى السعودية : المخطط الجغرافي، وفى تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا : التنمية الجهوية – التهيئة المكانية – تطوير التراب .
وشارك أ.د. محمود محمد عاشور ببحث (التقنيات الجغرافية والبحث الجغرافي) حيث أشار إلى أن المعرفة الجغرافية ترتكز على دعائم ثلاث هى : فلسفة العلم و البيانات والمعلومات ، والتقنيات . ثم شارك أ.د. / سمير سامى محمود ببحث عن (بعض مشكلات علم الجغرافيا فى مصر)، وقدم مقترحات لتنمية علم الجغرافيا فى مصر منها: تطوير المؤلفات الجغرافية، والالتزام بالموضوعية فى الحكم على رسائل الماجستير والدكتوراه الجغرافية ، وإصدار مجلة جغرافية مصورة لغير المتخصصين على غرار مجلة " National Geographic Nat ، والحرص على وحدة علم الجغرافيا وعدم تفتيته ، وتطويره للحفاظ على كيانه ، وتبنى الجمعية الجغرافية المصرية عمل ندوة تحت عنوان " الجغرافيا فى مصر – حاضرها ومستقبلها ".


·  قسم الجغرافيا ، كلية الآداب بدمنهور، جامعة الإسكندرية.
·  قسم الجغرافيا ، كلية الآداب بدمنهور، جامعة الإسكندرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق